للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ذكره على وجهه، ولهذا قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب": "إن صحت حكاية الشاذكوني فجرير كان يدلس"، ولم يذكره في طبقات المدلسين لأن القصة لم تصح، وقد ذكر أبو خيثمة جريرًا فقال: "لم يكن يدلس" (١).

قال الترمذي: حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، أخبرنا عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن الخراج بالضمان.

هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن عروة.

قال أبو عيسى: وقد روى مسلم بن خالد الزنجي هذا الحديث عن هشام بن عروة، ورواه جرير عن هشام أيضًا، وحديث جرير يُقال: تدليس، دلس فيه جرير، لم يسمعه من هشام بن عروة (٢). (٣)

قلت: لعل الترمذي يعني أن جرير بن عبد الحميد أخذ هذا الحديث عن مسلم ابن خالد عن هشام بن عروة، ثم أسقط اسم مسلم بن خالد، ورواه عن جرير مباشرة، ولا نستطيع أن نصف جريرًا بالتدليس بهذا النقل، ونتوقف في عنعنة جرير بن عبد الحميد عن شيوخه، إنما يقال إن جريرًا دلس هذا الحديث فقط، فالأصل عدم التوقف في عنعنة جرير عن شيوخه إلا إذا ثبت أن جرير دلس هذا الحديث خاصة عن شيخه.

[٢٧ - جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردي البصري]

قال أبو داود: سمعت أحمد قال: أبو الأشهب كانوا يرون أنه يدلس عن الحسن.

قلت لأحمد وذكر أبا الأشهب، فقال: زعموا كان يأخذ عن أصحاب الحسن


(١) "التنكيل" (١/ ٢٢٤ - ٢٢٥).
(٢) "جامع الترمذي" (٣/ ٥٧٣) (ح ١٢٨٦).
(٣) سيأتي الكلام عن هذا الحديث في ترجمة (عمر بن علي المقدمي).

<<  <   >  >>