للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنما هي على الأمانة (١).

ذكر ابن حجر هذه القصة ثم قال: قلت: إن صحت حكاية الشاذكوني فجرير كان يدلس (٢).

وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": جرير بن عبد الحميد ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه.

قال المعلمي اليماني: قال الكوثري: جرير بن عبد الحميد مضطرب الحديث .... وكان سيئ الحفظ، انفرد برواية حديث الأخرس الموضوع.

أقول: أما قوله "مضطرب الحديث" فكلمة لم يقلها أحد قبل الأستاذ، وليس هو ممن يقبل منه مثل هذا، غاية الأمر أن تعد دعوى، فما البينة؟ ليس بيده إلا قصة الأخرس وعليه في ذلك أمران:

الأول: أن القصة تفرد بها سليمان بن داود الشاذكونى وليس بثقة. قال البخاري: "فيه نظر" وهذه من أشد كلمات الجرح في اصطلاح البخاري كما مر في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقال أبو حاتم: "متروك الحديث" والكلام فيه كثير.

وفى القصة ما ينكر، فإن الشاذكوني قال: "قدمت على جرير فأعجب بحفظي وكان لي مكرمًا، فقدم يحيى بن معين والبغداديون الذين معه وأنا ثم، فرأوا موضعي منه، فقال بعضهم: إن هذا بعثه ابن القطان وعبد الرحمن ليفسد حديثك … " وابن القطان وعبد الرحمن هما إماما عصرهما، ومن الممتنع أن يكذب يحيى بن معين ورفقته عليهما هذا الكذب الفاحش.

الأمر الثاني: أن القصة لا تفيد اضطرابًا وإنما تفيد تدلسيًا. فلو صحت القصة لما كان فيها إلا التدليس، بإسقاط ثلاثة، ثم بإسقاط اثنين، ثم بإسقاط واحد،


(١) "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٥٩ - ٢٦٠).
(٢) "تهذيب التهذيب".

<<  <   >  >>