للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٢ - شعبة بن الحجاج]

قال بدر الدين الزركشي: قال أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فى المجلس الثالث والخمسين من كتاب "الجليس الصالح": قد وجدنا لشعبة مع سوء قوله فى التدليس تدليسًا فى عدة أحاديث رواها، جمعنا ذلك فى موضع هو أولى به". انتهى كلامه

ولا يخفى ما فيه من التحامل، وسيتبين أنه إنما كان يروي عن المدلس إذا صرح له بالتحديث، وإلا تركه، وهذا غير قادح، وأما نسبته إياه إلى التدليس، فإن ثبت، فليس هو من التدليس المذموم، وسنذكر في آخر الباب مقاصد الثقات بالتدليس (١).

ذكر ابن حجر قول النهراوي السابق، ثم قال: ومازلت متعجبًا من هذه الحكاية، شديد التلفت إلى الوقوت على ذلك، ولا أزداد إلا استغرابًا لها واستبعادًا، إلى أن رأيت فى "فوائد أبي عمرو بن أبي عبيد الله بن منده"، وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا، عن عيسى بن عبد الرحمن بن مغالى، قال: قُرئ على كريمة بنت عبد الوهاب ونحن نسمع، عن أبي الخير الباغيان، أنا أبو عمرو بن أبي عبيد الله بن منده، ثنا أبو عمر عبد الله بن محمد ابن عبد الوهاب إملاء، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن موسى بن إسحاق، ثنا أحمد ابن محمد بن الأصفر، ثنا النفيلي، ثنا مسكين بن بكير، ثنا شعبة، قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت، فقال: قال أبو قزعة: حدئني مهاجر المكي، أنه سأل جابر بن عبد الله -رضى الله عنه-: أكنتم ترفعون أيديكم عند رؤية البيت؟ فقال: قد كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل فعلنا ذلك؟ قال الأصفر: ألقينه على أحمد بن حنبل فاستعادنى، فأعدته عليه، فقال: ما كنت أظن أن شعبة يدلس.


(١) "النكت على كتاب ابن الصلاح" (٢/ ٨٣ - ٨٤).

<<  <   >  >>