للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي قزعة بأربعة أحايث، هذا أحدها - يعني ليس فيه عمرو بن دينار.

قلت: هذا الذى قاله أحمد بن حنبل على سبيل الظن، وإلا فلا يلزم من مجرد هذا أن يكون شعبة دلس فى هذا الحديث، لجواز أن يكون سمعه من أبي قزعة بعد أن حدثه عمرو عنه، ثم وجدته في "السنن" لأبي داود، عن يحيى ابن معين، عن غندر، عن شعبة قال سمعت أبا قزعة فذكره. فثبت أنه ما دلسه والظاهر: الذى زعم معافى أنه جمعه كله من هذا القبيل، وإلا فشعبة من أشد الناس تنفيرًا عنه (١).

وقال ابن حجر أيضًا: وكيف يُظن بشعبة التدليس وهو القائل: لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول: عن فلان، ولم أسمعه منه.

وهو القائل: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس (٢).

قلت: والإسناد الذى استدل به النهراوني على تدليس شعبة فيه مقال. فاحمد ابن محمد بن الأصفر له ترجمة فى "تاريخ بغداد" (٤/ ٣٩٦)، قال الخطيب البغدادي: سمعت أبا نعيم يقول: أبو بكر أحمد بن محمد بن الأصفر البغدادي صاحب غرائب عن الحفاظ، قدم أصبهان، روى عنه أسيد بن عاصم.

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أبو الحسن الدَّارقُطْنِي، قال: أحمد بن محمد بن الأصفر يروي عن الكوفيين، غيره أثبت منه.

وقد ترجم الحافظ ابن حجر فى "لسان الميزان" (١/ ٤٠٧) لأحمد هذا، ونقل قول الدَّارقُطْنِي فقط.

وأبو عبد الله أحمد بن موسى بن إسحاق وثقه الخطيب البغدادي، كما في "تاريخ بغداد" (٥/ ١٤٤).


(١) "النكت على كتاب ابن الصلاح" (٢/ ٦٢٨ - ٦٣٠).
(٢) "تعريف أهل التقديس" (صـ ١٨٥).

<<  <   >  >>