للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو عمر عبد الله بن محمد بن احمد بن عبد الوهاب لم أقف له على ترجمة.

والثابت عن الإمام أحمد ما في مسائل ابن هانئ (١/ ٢٠٣)، قال ابن هانئ: قلت لأحمد: قال شعبة: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي؟ قال: قال أبو قزعة: حدثني مهاجر المكي، أنه قال: قد كنا نصلي.

قال: لا أعرفه، وليس هذا عن عمرو بن دينار.

قلت: حُدثنا عن النفيلي، عن مسكين، عن شعبة. وحدثنا أصحابنا، عن غندر، عن شعبة، عن أبي قزعة، لا يقول: عمرو بن دينار؟

قال: ليس بشيء.

قلت له: مسكين ضعيف؟ قال: كان يخطئ في حديث شعبة. ا هـ

قلت: فإدخال مسكين بن بكير عمرو بن دينار بين شعبة وأبي قزعة في هذا الحديث وهم، والصواب أن شعبة سمعه من أبي قزعة، ولم يأخذه عنه بواسطة.

فلا يصح وصف شعبة بن الحجاج بالتدليس، وإذا روى شعبة عن مدلس، فقد كفانا تصريح هذا المدلس بالسماع من شيخه، فسواء روى المدلس عن شيخه بالعنعنة أو مصرحًا بالسماع، فروايته مقبولة إذا كانت من رواية شعبة.

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٨/ ١ - ١٩): واختلفوا في حديث الرجل عمن لم يلقه، مثل مالك عن سعيد بن المسيب، والثوري عن إبراهيم النخعي، وما أشبه هذا، فقالت فرقة: هذا تدليس، لأنهما لو شاءا لسميا من حدثهما، كما فعلا في الكثير مما بلغهما عنهما، قالوا: وسكوت المحدث عن ذكر من حدثه مع علمه به دلسة.

قال أبو عمر: فإن كان هذا تدليسًا، فما أعلم أحدًا من العُلماء سلم منه في قديم الدهر ولا في حديثه، اللهم إلا شعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، فإن هذين ليس يوجد لهما شيء من هذا، لا سيما شعبة، فهو القائل: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس.

<<  <   >  >>