للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد تقدم أن ابن حجر قال إن عبد الله بن عطاء من الطبقة السادسة، فروايته عن عقبة بن عامر مرسلة بلا شك، وقد أرسل حديث الوضوء عن عقبة بن عامر ولم يبين الواسطة، فلما سأله شعبة ممن أخذته بين له ممن أخذه، فما أظن أن عبد الله ابن عطاء يستحق الوصف بالتدليس، لأنه لم يسمع من عقبة بن عامر مطلقًا، ولم يصفه أحد من المتقتدمين بالتدليس والله أعلم.

قلت: وللحديث شاهد صحيح أخرجه مسلم في "صحيحه" (ح ٢٣٤) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة - يعني ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر، ح وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا حدث الناس، فأدركت من قوله: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين، مُقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة".

قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التى قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا. قال: "ما منكم من أحد يتوضا فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء".

[٨٤ - عبد الله بن لهيعة الحضرمي]

ذكر الحافظ ابن حجر عبد الله بن لهيعة في المرتبة الخامسة من المدلسين وقال: قاضي مصر، اختلط في آخر عمره، وكثر عنه المناكير في روايته، وقال ابن حبان: كان صالحًا، ولكنه كان يدلس عن الضعفاء (١).

وقال الحافظ في "تقريب التهذيب": عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب


(١) "تعريف أهل التقديس" (ص ١٧٧).

<<  <   >  >>