للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مدخل للإعلال إلا بعنعنة الزهري، والله أعلم (١).

وقال الشيخ ناصر بن حمد الفهد حفظه الله: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري الحافظ الإمام لم أجد أحدًا من المتقدمين وصفه بالتدليس، غير أن ابن حجر ذكر أن الشافعي والدارقطني وصفاه بذلك.

والذى يظهر لي أنهما أرادا الإرسال لا التدليس بمعناه الخاص عند المتأخرين، أو أنهم أرادوا مطلق الوصف بالتدليس غير القادح -بمعنى أنه قد وقع منه أحيانًا- لأن التدليس بمعناه الخاص منه قليل جدًا بالمقارنة إلى مجموع رواياته، ولم يتردد أحد من الأئمة في قبول روايته مطلقًا، بل هو أحد أعمدة الحديث النبوي.

وقد حصر الأئمة ما رواه عمن سمع منه مالم يسمع منه، وهو من أهل المدينة، والتدليس لا يُعرف في المدينة.

وسيأتي ذلك إن شاء الله في الكلام عن أبي الزبير، لهذا قال الذهبي عنه: "محمد بن مسلم الزهري الحافظ الحجة كان يدلس في النادر" اهـ، فوصفه بندرة التدليس.

ثم إذا انتقلنا إلى المتأخرين وجدنا ما يلي:

قال العلائي: محمد بن شهاب الزهري الإمام العلم مشهور به (أى التدليس) وقد قبل الأئمة قوله "عن". اهـ.

ثم بعده ابن حجر وضع الإمام الزهري في "المرتبة الثالثة"، فنجد أنهما اتفقا على أنه مشهور به، ولم يذكره أحد من المتقدمين بذلك، ثم وضعه ابن حجر في المرتبة الثالثة وهي: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم. اهـ.

ويعسر إثبات تدليس الزهري (التدليس الخاص) فضلًا عن أنه يشتهر به، وأما رد حديثه مطلقًا إلا عند ذكر السماع فلا أظنك تجد ذلك عند أحد من


(١) "بذل الإحسان" (١/ ١٧ - ١٨).

<<  <   >  >>