للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأجاب: لا أرى الأئمة يقفون كثيرًا عند عنعنة الزهري، ولكن إن وردت عنهم نصوص في نفي السماع فلا يسعنا إلا التسليم (١).

قال الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله: والزهري ثقة، جبل، حافظ، ربما دلس. وأنكر بعض أصحابنا أن يكون ابن شهاب مدلسًا، واستعظم ذلك جدًا، وبالغ حتى زعم أن مخالفه "تردى في وهدة سحيقة"، وأنه ادعى باطلًا ليس له فيه سلف!

كذا قال!! وإنكار المشار إليه هو الذى ينبغي أن يستعظم، فقد وصفه بالتدليس الشافعي، والدارقطني، وغيرهما، على ما ذكره الحافظ في طبقات المدلسين.

وذكره الذهبي في أول منظومته في المدلسين، فقال:

خُذِ المدلسين يا ذا الفكر … جابر الجعفي ثم الزهري

بل قال البرهان الحلبي في "التبيين": مشهور به! كذا قال! وليس بصواب عندي.

فقد قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥): " ..... وابن شهاب قد جرب عليه التدليس".

وقال في موضع آخر منه (١٠/ ٤٢٧): " .... وإدخال الزهري بينه وبين عروة رجلًا، مما يؤذن بأنه قليل التدليس".

وصرح بذلك الذهبي تصريحًا، فقال في "الميزان": كان يدلس في النادر.

نعم، يُنكر على بعض المشتغلين بالعلم أن يُعلَّوا الحديث بعنعنة الزهري، فإن التدليس لم يكن من عادته، بل كان يفعله أحيانًا كما تقدم، فالصواب عدم الإعلال بعنعنة الزهري إلا إذا كان المتن منكرًا، ورجال الإسناد ثقات، ولا


(١) النقولات التى نقلتها عن شيخنا محمد عمرو حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه قالها الشيخ في بعض أشرطته، وقد استأذنته في إيرادها في كتابي هذا فأذن لي، أسأل الله أن يجزيه خيرًا، وأن يحفظه، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

<<  <   >  >>