وذكره ابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين وقال: الحافظ المشهور بكنيته من الثقات المكثرين، قال يزيد بن زريع: سألته عن حديثين لشعبة، فقال: لم أسمعهما منه، قال: ثم حدث بهما عن شعبة.
قال الذهبي: دلسهما عنه فكان ماذا!
قلت: ويحتمل أن يكون تذكرهما، وإن كان دلسهما نُظر، فإن ذكر صيغة محتملة فهو تدليس الإسناد، وإن ذكر صيغة صريحة فهو تدليس الإجازة (١).
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث.
قال ابن عدي في "الكامل"(٣/ ٢٨٠ - ٢٨١): ثنا أبو يعلي، سمعت محمد بن المنهال الضرير، قلت لأبي داود صاحب الطيالسة يومًا: سمعت من ابن عون شيئًا؟ قال: لا، فتركته سنة وكنت أتهمه بشيء قبل ذلك حتى نسى ما قال، فلما كان سنة قلت له: يا أبا داود: سمعت من ابن عون شيئًا؟ قال: نعم. قلت: كم؟ قال: عشرون حديثًا ونيف. قلت: عدها لي، فعدها كلها فإذا هى أحاديث يزيد ما حلا واحدًا لم أعرفه.
قال الشيخ: أراد به يزيد بن زريع.
ثنا أبو يعلي، قال: ثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة بن الصمة -رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتي برجل فقيل: لن تُرع ذلك لم يسلطه الله علي.
وبإسناده عن جعدة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أُتي برجل سمين فوضع أصبعه في بطنه فقال: لو كان هذا في غير ذا لكان خيرًا له.
قال محمد بن المنهال: فحدثت بهذين الحديثين أبا داود فكتبهما عني ثم حدث بهما عن شعبة.