للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فقال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا عمار، عن حذيفة يقول لنا: "يكون أقوام يقرءون القرآن يقيمونه إقامة القدح، لا يدعون منه ألفًا ولا واوًا، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، قال: وذكر حديثًا آخر مثله، قال: وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع (١).

قال ابن حجر: اعتمد البخاري على حفص بن غياث في حديث الأعمش لأنه كان يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه، نبه على ذلك أبو الفضل ابن طاهر، وهو كما قال (٢).

قال الذهبي: سليمان بن مهران الأعمش أحد الأئمة الثقات، عداده في صغار التابعين، ما نقموا عليه إلا التدليس.

قال الجوزجاني: قال وهب بن زمعة المروزي: سمعت ابن المبارك يقول: إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش.

وقال جرير بن عبد الحميد: سمعت مغيرة يقول: أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعمشيكم هذا -كأنه عنى الرواية عمن جاء، وإلا فالأعمش عدل صادق ثبت، صاحب سنة وقراَن، يحسن الظن بمن يحدثه، ويروى عنه، ولا يمكننا أن نقطع عليه بأنه علم ضعف ذلك الذى يدلسه، فإن هذا حرام.

قلت: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدري به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال (٣).


(١) "تاريخ بغداد" (٨/ ١٩٨ - ١٩٩).
(٢) "هدي الساري" (صـ ٤١٨) (الفصل التاسع في سياق أسماء من طعن فيه من رجال هذا الكتاب "ترجمة حفص بن غياث").
(٣) "ميزان الاعتدال" (٢/ ٢٢٤).

<<  <   >  >>