وقال الذهبي في "السير"(٦/ ٤١٥ - ٤١٦): وكان سعيد بن أبي عروبة من المدلسين. قال أحمد: لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم .... ، ولا من أبي الزناد، وقد حدث عن هؤلاء، على التدليس، ولم يسمع منهم.
وقول أحمد هذا في "العلل ومعرفة الرجال" رواية عبد الله بن أحمد (٢/ ٣٣١)، و"الضعفاء الكبير" للعقيلي (٣/ ١١٢)، و"الكامل" لابن عدي (٣/ ٣٩٥)، وليس فيه: يعني يقول: عن ويدلس، ولا: على التدليس، فهذا يبين أن هاتين العبارتين من تفسير الذهبي لكلام أحمد، ويبين أيضًا أن الذهبي يطلق التدليس على الإرسال الخفي.
وقد بينت في ترجمة جبير بن نفير ومكحول الشامي أن الذهبي كان يطلق التدليس على الإرسال الخفي.
وقال الذهبي في "السير"(٨/ ٢٨٩): هشيم بن بشير كان رأسًا في الحفظ، إلا أنه كان صاحب تدليس كثير، قد عُرف بذلك.
قال أحمد بن حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد، ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد، ولا من سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد بن جدعان، ثم سمى جماعة كثيرة - يعني: فروايته عنهم مدلسة. ا هـ
وفيهذا أيضًا دليل على أن الذهبي كان يطلق التدليس على الإرسال الخفي.
وقال الذهبي في "الموقظة"(عى ٤٧): المُدلّس ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه، أو لم يدركه.
فإن صرح بالاتصال وقال حدثنا فهو كذاب، وإن قال عن احتمل ذلك، ونظر في طبقته هل يدرك من هو فوقه؟ فإن كان لقيه فقد قررناه، وإن لم يكن لقيه فأمكن أن يكون معاصره، فهو محل تردد، وإن لم يكن فمنقطع، كقتادة عن أبي هريرة.
والذهبي -رَحِمَه الله- كان يأخذ بشرط البخاري في الاتصال، فقال في "السير"(١٢/ ٥٧٣): ثم إن لمسلمًا لحده في خُلُقه، انحرف أيضًا عن البخاري، ولم