للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقول أحمد وابن معين: "ينبغي أن يكون دلسه" أى أرسله، ولا يصح وصف عبد المجيد بالتدليس، والمتقدمون كانوا أحيانًا يطلقون التدليس على الإرسال، وقد بينت ذلك في مقدمة هذا الكتاب.

وقال البرذعي: قلت لأبي زرعة: ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: "كلام القدرية كفر"؟ قال: هذا عندي باطل، إنما روى هذا نوح بن أبي مريم، ليس هذا من حديث ابن جريج، ابن أبي رواد أخاف أن يكون قد عمل في هذا عملًا، ألا ترى أنه يقول في آخره: ولا أعلم قومًا خيرًا من قوم أرجو.

قال لي أبو زرعة: ابن عباس يقول مثل هذا؟!

ثم قال لي أبو زرعة: كان ابن أبي رواد مرجئًا (١).

وقال ابن حجر: قال الدارقطني في "الأفراد": ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا علي بن مسلم، ثنا عبد المجيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كلام القدرية كفر، وكلام الحرورية ضلالة، وكلام الشيعة تلطخ بالذنوب، والعصمة من الله، واعلموا أن كلًا بقدر الله.

قال الدارقطني: تفرد به عبد المجيد.

قلت: وبقية رجاله ثقات. ("تهذيب التهذيب" ترجمة "عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد").

قلت: الذى يظهر لي أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد دلس قول ابن عباس هذا عن نوح بن أبي مريم، وعبد المجيد كان داعية إلى الإرجاء (٢)، وكان


(١) "سؤالات البرذعي" لأبي زرعة الرازي (٢/ ٣٢٥).
(٢) قال أبو داود: كان عبد المجيد مرجئًا داعية في الإرجاء. وقال يعقوب بن سفيان: كان مبتدعًا معاندًا داعية. ("تهذيب التهذيب"، و"المعرفة والتاريخ" (٣/ ٥٢).

<<  <   >  >>