للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندى الاحتجاج برواياته كلها على حالة من الأحوال لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات.

وقال الذهبي في "الميزان" (٣/ ٤٥): عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي المؤدب أحد علماء الحديث بحران. قال ابن معين: صدوق. وقال أبو عروبة: متعبد لا بأس به، يأتي عن قوم مجهولين بالمناكير. وقال ابن عدي: عنده عجائب عن المجاهيل، فهو في الجزريين كبقية في الشاميين. وقال ابن أبي حاتم: أنكر أبي على البخاري إدخاله عثمان في كتاب "الضعفاء" وقال: هو صدوق.

قلت: ما قال فيه البخاري أكثر من هذا، كان يحدث عن قومٍ ضعاف، وهذا حديثه عن علي بن عروة، عن المقبري، عن أبي هريرة -مرفوعًا: أربع من خصال آل قارون: لباس الخفاف المقلوبة- يعني البيض، ولباس الأرجوان، وجر نعال السيوف، وكان أحدهم لا ينظر إلى وجه خادمه تكبرًا.

قلت: شيخه متروك هالك، فعليه عهدة هذا الحديث.

وذكره العقيلي وابن عدي، وهو لا بأس به في نفسه.

وأما ابن حبان فإنه يقعقع كعادته، ثم ذكر الذهبي كلام ابن حبان السابق ثم قال: قلت: لم يرو ابن حبان في ترجمته شيئًا، ولو كان عنده له شيء موضوع لأسرع بإحضاره، وما علمت أن أحدًا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: إنه يدلس عن الهلكى، إنما قالوا: يأتي عنهم بالمناكير، والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع، وكذا أسرف فيه محمد بن عبد الله بن نمير، فقال: كذاب. اهـ

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": قال ابن معين: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: صدوق، وأنكر على البخاري إدخاله في

<<  <   >  >>