للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا قال الفلاس: إن القطان قال له: وما ينتفع بقول فطر: ثنا عطاء، ولم يسمع منه.

وقال ابن عمار عن القطان: كان فطر صاحب ذي سمعت- يعني أنه كان يدلس فيما عداها.

ولعله تجوز في صيغة الجمع فأوهم دخوله، كقول الحسن البصري: "خطبنا ابن عباس"، و"خطبنا عتبة بن غزوان"، وأراد أهل البصرة بلده، فإنه لم يكن بها حين خطبتهما، ونحوه في قوله: "حدثنا أبو هريرة "، وقول طاوس: "قدم علينا معاذ اليمن"، وأراد أهل بلده، فإنه لم يدركه، كما سيأتي الإشارة لذلك في أول أقسام التحمل.

ولكن صنيع فطر فيه غباوة شديدة، يستلزم تدليسًا صعبًا، كما قال شيخنا، وسبقه عثمان بن خرزاد فإنه لما قال لعثمان بن أبي شيبة: إن أبا هشام الرفاعي يسرق حديث غيره ويرويه، وقال له ابن أبي شيبة: أعلى وجه التدليس أو الكذب؟ قال: كيف يكون تدليسًا وهو يقول حدثنا (١).

قلت: ويلتحق بفطر بن خليفة في ذلك قرة بن خالد السدوسي وجرين بن حازم ويحيى بن أيوب الغافقي المصري ويونس بن أبي إسحاق السبيعي.

قال يعقوب بن سفيان: قال علي: كان يحدثني عن الشيخ فيقول: قال حدثني قال أخبرني، فأفرح به، فيقول: تفرح بهذا، لم يكن ممن يُعتمد عليه في هذا قرة، سمعت الحسن، قال: سمعت صعصعة، يقول: ها كذا هو (٢).

قلت: أظن الذي كان يحدث على بهذا هو يحيى بن سعيد القطان، فإنه يروي عن قرة.

وقال ابن أبي حاتم: نا أبي، نا أبو قدامة السرخسي، حدثني بهز بن أسد،


(١) "فتح المغيث" (٢/ ٢١١ - ٢١٢).
(٢) "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٥٣).

<<  <   >  >>