للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبيه عن أبي هريرة، وعن أبي هريرة فاختلطت علي فجعلتها كلها عن أبي هريرة.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة، وسمع عن أبيه عن أبي هريرة، فلما اختلط فيها جعلها كلها عن أبي هريرة، وليس هذا مما يهى الإنسان لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة، فما قال ابن عجلان عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة فذاك مما حمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال عن سعيد عن أبي هريرة فبعضها متصل صحيح، وبعضها منقطع لأنه أسقط أباه منها، فلا يجب الاحتجاج عند الاختلاط إلا بما يروى الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبي هريرة. وإنما كان يهي أمره ويضعف لو قال في الكل سعيد عن أبي هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض لأن الكل لم يسمعه سعيد عن أبي هريرة، فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا على حسب ما ذكرناه.

وفهم الحافظ ابن حجر أن ابن حبان يصف محمد بن عجلان بالتدليس، لأن بعض الأحاديث التى كان يحدث بها ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة لم يسمعها سعيد من أبي هريرة، إنما سمعها من أبيه عن أبي هريرة فأسقط ابن عجلان أبيه ورواها عن سعيد عن أبي هريرة مباشرة ".

قلت: وما نقله ابن حبان عن القطان فيه نظر، ولم يسق ابن حبان إسناده إلى يحيى القطان، والثابت عن يحيى القطان غير ما ذكره ابن حبان.

قال الترمذي: أخبرنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال: قال يحيى بن سعيد: قال محمد بن عجلان: أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن أبي هريرة، وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة، فاختلطت علي فصيرتها عن سعيد عن أبي هريرة. فإنما تكلم يحيى بن سعيد عندنا في ابن عجلان لهذا. "العلل الصغير" للترمذي (٥/ ٧٤٥) من الجامع، و"التاريخ الكبير" للبخاري (١/ ١٩٧).

<<  <   >  >>