للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: الوليد بن مسلم كان ممن صنف وجمع، إلا أنه ربما قلب الأسامي وغير الكنى (١).

وقال ابن حبان أيضًا: الجنس الثاني من أحاديث الثقات التى لا يجوز الاحتجاج بها أقوام ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء وكذابين، ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة، فيتوهم المتوهم أن راوي هذا الخبر ثقة فيحملون عليه، وليس ذلك الحديث من حديثه، مثل الوليد بن مسلم إذا قال: حدثنا أبو عمرو فيتوهم أنه أراد به الأوزاعي، وإنما أراد به عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وقد سمعا جميعًا من الزهري (٢).

قال أبو الوليد الباجي: "وقد ينقل الحديث ثقة عن ثقة وهو ضعيف (٣).

ثم ذكر مثالا ثم قال: وقد يكون ذلك من وجه آخر، وهو أن يروي العدل الحديث عن رجل عن آخر، ويسمي الذي روى عنه الحديث باسم يشترك فيه عدل وضعيف، والذي يروي الحديث يروي عنهما، والذي انتهت الرواية إليه يروي عنه العدل والضعيف، وذلك مثل ما يرويه الوليد بن مسلم عن أبي عمر عن الزهري فيوهم أنه أراد به الأوزاعي، وإنما أراد عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهما جميعا قد سمعا من الزهري والوليد بن مسلم قد سمع منهما، والأوزاعي ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد ضعيف (٤).

قال الدارقطني: الوليد بن مسلم يرسل، يروى عن الأوزاعي أحاديث الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع، وعطاء، والزهري، فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها الأوزاعي عن عطاء،


(١) "الثقات" (٩/ ٢٢٢).
(٢) "المجروحين" (١/ ٩١)، (٢/ ٥٥)، و"شرح علل الترمذي" (٢/ ٨٢٣).
(٣) أي والحديث ضعيف.
(٤) "التعديل والتجريح" (١/ ١٩٥ - ٢٩٨).

<<  <   >  >>