للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارًا، ولا الناس إلا شحًا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا المهدي إلا عيسى بن مريم".

ومن طريق يونس بن عبد الأعلى أخرجه الحاكم في "المستدرك"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ١٦١)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٢١٧ - ٥٨٩)، والخليلي في "الإرشاد" (١/ ٤٢٥ - ٤٢٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٨٩٨ - ٨٩٩)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٤٢٢٠).

قال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن، لم نكتبه إلا من حديث الشافعي. وقال مسلمة بن القاسم: يونس بن عبد الأعلى كان حافظًا، وقد أنكروا عليه تفرده بروايته عن الشافعي حديث: "لا مهدي إلا عيسى". (تهذيب التهذيب).

وقال الخليلي: يونس بن عبد الأعلى ثقة متفق عليه، ممن يُحتج بحديثه، وكان الشافعي يقربه، ويذاكره، وينفرد عنه بحديث. ثم روى الخليلي حديث "لا مهدي إلا عيسى ابن مريم".

وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في "العلل المتناهية" (رقم ١٤٤٧)، ونقل عن النسائي أنه قال في هذا الحديث: منكر.

و قال ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (٢/ ١٧١): لم يروه عن الشافعي غير يونس، ولكن ذلك غير قادح، فالرجل ثقة ثبت.

قلت: قد صرح يونس بن عبد الأعلى بالسماع من الشافعي في جميع طرق هذا الحديث، فانتفى بذلك ما قاله الذهبي من أن يونس دلس هذا الحديث عن الشافعي. فلا يصح أن يونس دلس هذا الحديث، ولا يصح وصف يونس بن عبيد بالتدليس مطلقًا والله أعلم.

وعلة هذا الحديث جهالة محمد بن خالد شيخ الشافعي والله أعلم.

<<  <   >  >>