للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونقل السلمي عن الدارقطني، عن أبي بكر الحداد، عن النسائي ذلك. ولم ينقله السلمى عن الدارقطني والله أعلم. انظر "سؤالات السلمي" (صـ ١٥٥).

قال الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع حفظه الله: ومن أمثلة من كانوا يدلسون عن الثقات جماعة، منهم:

يونس بن عُبيد، وهو من أصحاب الحسن البصري.

قال شعبة: "عامة تلك الدقائق التى حدث بها يونس عن الحسن، إنما كانت عن أشعث "يعني ابن عبد الملك. قال ابن أبي حاتم: "يعني أن يونس أخذها من أشعث عن الحسن، ودلسها عن الحسن، ولم يذكر الخبر (١). (٢).

قلت: يونس بن عبيد قد سمع من الحسن، بل كان من أثبت الناس فيه (٣). إلا أن عامة المسائل التى رواها عن الحسن أخذها عن أشعث بن عبد الملك الحمراني عن الحسن، ودلسها عنه. فالتدليس الموصوف به يونس خاص بروايته مسائل الحسن، وهذه المسائل التى دلسها يونس أخذها عن أشعث بن عبد الملك، وهو ثقة. وقد تقدم أن يونس بن عبيد قال لشعبة إنه لا يدلس عن الحسن إلا مما سمعه من ثقة، وهو أشعث بن عبد الملك.

وكان يزيد بن زريع لا يحمل عن يونس إلا ما قال: سمعت أو سألت أو حدثنا الحسن. فلعل يزيد بن زريع كان يعلم أن عامة مسائل يونس عن الحسن لم يسمعها منه، ولذلك تحرى في أخذه عن الحسن. ولكن الراجح إن شاء الله أن المسائل التى رواها يونس عن الحسن يحتج بها وإن لم يسمع عامتها منه، لأنه أخذها عن ثقة عن الحسن. أما غير المسائل فتقبل رواية يونس فيها عن الحسن بإطلاق والله أعلم.


(١) مقدمة "الجرح والتعديل" (صـ ١٣٤ - ١٣٥) بإسناد صحيح عن شعبة.
(٢) "تحرير علوم الحديث" (٢/ ٩٧٧).
(٣) انظر أصحاب الحسن البصري من كتابي "أصحاب أئمة الحديث".

<<  <   >  >>