للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: أنبانا إبراهيم بن عبد الواحد العنسي بدمشق، قال: سمعت مضر بن محمد الأسدي يقول: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن الشاميين عن صفون وجرير فحديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين والمدنيين خلطه ما شئت.

أخبرنا محمد بن زياد الزيادي، ثنا ابن أبي شيبة، قال: سمعت يحيى بن معين وذكر عنده إسماعيل بن عياش فقال: كان ثقة فيما يروي عن أصحابه أهل الشام، وما روى عن غيرهم يخلط فيه.

قال أبو حاتم: كان إسماعيل بن عياش من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه، فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على وجهه، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن وهو لا يعلم، ومن كان هذا نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر، خرج عن الاحتجاج به فيما لم يخلط فيه (١).

قلت: ولم أقف على ترجمة لإسماعيل بن عياش في "الثقات" لابن حبان، وكلام ابن حبان. في "المجروحين" لا يفيد وصف إسماعيل بن عياش بالتدليس.

وأما ما نقله ابن عساكر من طريق مضر بن محمد الأزدي عن ابن معين فإنه مخالف لنقولات باقى أصحابه، وقد روى ابن حبان رواية مضر بن محمد عن ابن معين، وليس فيها قوله: "إذا ذكر الخبر"، فلعل هذه الزيادة التى عند ابن عساكر وهم من أحد الرواة.

والذى يترجح عندي أنه لا يصح وصتمف إسماعيل بن عياش بالتدليس، ولا ينبغي التوقف في عنعنته عن شيوخه، ولكن نقبل حديثه إذا كان عن الشاميين، ونتوقف في حديثه عن الحجازيين والعراقيين والله أعلم.


(١) "المجروحين" (١/ ١٢٤ - ١٢٥).

<<  <   >  >>