وروى الإمام أحمد أيضا عن عمر رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات يؤمن بالله واليوم الآخر؛ قيل له: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شئت» .
والأحاديث في ذكر أبواب الجنة وأنها ثمانية كثيرة.
وأما أبواب النار؛ فقد تقدم ذكر النص من القرآن على أنها سبعة.
وروى: الإمام أحمد، والترمذي؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لجهنم سبعة أبواب، باب منها لمن سل سيفه على أمتي (أو قال: أمة محمد) » .
قال الترمذي:"حديث غريب".
وقد جاء في ذكر المسافة بين أبواب الجنة أحاديث مختلفة في ألفاظها، وقد جمع ابن القيم رحمه الله تعالى بين بعضها بجمع حسن؛ قال في الكلام على حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه.
"وقوله: "ما بين البابين مسيرة سبعين عاما": يحتمل أن يريد به أن بين الباب والباب هذا المقدار، ويحتمل أن يريد بالبابين المصراعين، ولا يناقض هذا ما جاء من تقديره بأربعين عاما؛ لوجهين:
أحدهما: أنه لم يصرح فيه راويه بالرفع، بل قال: "ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين عاما".
والثاني: أن المسافة تختلف باختلاف سرعة السير فيها وبطئه، والله أعلم".