الفائدة الثانية والثلاثون: إثبات نعيم الجنة. والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة جدا يشق حصرها.
الفائدة الثالثة والثلاثون: إثبات الجماع في الجنة، وقد تقدم إيراد الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في الفصل الثاني من الفصول التي في آخر (باب النفخ في الصور) ؛ فلتراجع هناك.
الفائدة الرابعة والثلاثون: أنه ليس في الجنة توالد.
وفي هذه المسألة خلاف بين العلماء؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على حديث أبي رزين رضي الله عنه:"وقوله في نساء الجنة: "غير أن لا توالد": قد اختلف الناس؛ هل تلد نساء أهل الجنة على قولين، فقالت طائفة: لا يكون فيها حبل ولا ولادة، واحتجت هذه الطائفة بهذا الحديث وبحديث آخر - أظنه في "المسند" - وفيه: (غير أن لا مني ولا منية".
قلت: هذا الحديث رواه الطبراني في "الكبير" من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وتقدم في الفصل الثاني بعد (باب النفخ في الصور) .
"وأثبتت طائفة من السلف الولادة في الجنة، واحتجت بما رواه الترمذي في "جامعه" من حديث أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة؛ كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي» . قال الترمذي: "حسن غريب، ورواه ابن ماجه ".
قالت الطائفة الأولى: هذا لا يدل على وقوع الولادة في الجنة؛ فإنه علقه بالشرط، فقال: "إذا اشتهى"، وحكمه لا يشتهى. وهذا تأويل إسحاق بن راهويه، حكاه البخاري عنه.