هذا؟ فقيل: لمحمد بن مسلمة. فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت: رحمك الله؛ إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك؛ فأت بسيفك أحدًا، فاضرب به عرضه، وكسر نبلك، واقطع وترك، واجلس في بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة أو يعافيك الله» . فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلت ما أمرني به، ثم استنزل سيفا كان معلقا بعمود الفسطاط، واخترطه؛ فإذا سيف من خشب، فقال: قد فعلت ما أمرني به، واتخذت هذا أرهب به الناس.
وعن محمود بن لبيد «عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه: أنه قال: يا رسول الله! كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: اخرج بسيفك إلى الحرة، فتضربها به، ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة» .
رواه: الحاكم، والبيهقي، وابن عساكر في "تاريخه".
«وعن سعيد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه: أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيفا من نجران (أو: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيف من نجران) ، فأعطاه محمد بن مسلمة، فقال: جاهد بهذا في سبيل الله، فإذا اختلفت أعناق الناس؛ فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك؛ فكن حلسًا ملقى حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية» .
رواه: الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". قال الهيثمي:"ورجال "الكبير" ثقات".
قلت: ورواه الحاكم في "مستدركه" بنحوه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما:«أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفا، فقال: قاتل المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت سيفين اختلفا بين»