للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلام الإمام أحمد يدل عَلَى مثل هذا أيضاً.

وقال ذو النون: تناول المعرفة بثلاث: "بالنظر في الأمور كيف دبرها، وفي المقادير كيف قدرها، وفي الخلائق كيف خلقها".

"وسئل أبو سليمان الداراني: بأي شيء تنال معرفة الله؟ قال: بطاعته.

قيل: فبأي شيء تنال طاعته؟ قال: به".

فكلما قويت معرفة العبد بالله قويت محبته له ومحبته لطاعته، وحصلت له لذة العبادة من الذكر وغيره عَلَى قدر ذلك.

وقد روى ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: "أخبرني أهل الكتاب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامة وكرها، ولهم أسرع إِلَى ذكر الله من الإبل إِلَى وردها يوم ظمئها".

وعن مالك بن دينار قال: "ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله -عز وجل".

وعنه قال: "قرأت في التوراة: أيها الصديقون تنعموا بذكري في الدُّنْيَا؛ فإنَّه لكم في الدُّنْيَا نعيم وفي الآخرة جزاء".

وقال محمد بن كعب القرظي: "وجدت في بعض الحكمة: أيها الصديقون، افرحوا بي وتنعموا بذكري".

وقال مسلم أبو عبد الله: "ما تلذذ المتقون بشيء في صدورهم ألذ من حب الله -عز وجل- ومحبة أهل ذكره".

وقال أحمد بن غسان: "قرأت في زبور داود -عليه السلام-: أحبوا الله يا صِدِّيقيه، افرحو أيها الصديقون بالله وتنعموا بذكره".

وقال أحمد بن أبي الحواري عن أبي جعفر الرقي قال: "ما فرح أحد بغير الله إلا بالغفلة عن الله -عز وجل".

قال وحدثنا محمود عمن أخبره قال: "رأيت بالبصرة رجلاً كثير الدواب قليل الطعم جيد البدن؛ فقلت له: أراك كثير الدوب قليل الطعم جيد البدن؟