للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإني أعتقتك من النار، ومن فضلي عليك أن أدخلك (جنتي) (١) فيدخل هو ومن معه الجنة.

قال: ثم يؤتى برجل من المصنف الثالث فيقول: عبدي، لماذا عملت؟ فيقول: عملت حبًّا لك وشوقًا إليك، وعزتك [وجلالك] (٢) لقد أسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقًا إليك وحبًّا (لك) (٣) فيقول تبارك وتعالى: عبدي، إِنَّمَا عملت (حبًّا لي وشوقًا إِلَيّ) (٤) فيتجلى له الرب (جل جلاله ويقول) (٥): ها أنا ذا، انظر إِلَيَّ. ثم يقول من فضلي عليك أن أعتقك من النار (وأمنحك) (٦) الجنة وأزيرك ملائكتي وأسلم عليك بنفسي، فيدخل هو ومن معه الجنة".

خرجه ابن أبي حاتم في تفسيره.

وخرج ابن أبي الدُّنْيَا في "كتاب الجوع" من طريق إسحاق بن نوح بن عبد الله الشامي، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الله بن سلام: "يكون في آخر الزمان (قوم) (٧) خلت أنفسهم من لذة الدُّنْيَا وشهواتها، تكاد أنوارهم تلحق بأنوار الأنبياء يوم القيامة كلما نظر إليهم أهل ذلك الموقف والجمع العظيم كادت أبصارهم تذهب من النور الَّذِي بوجوههم. قيل: بم بلغوا ذلك؟! قال: بحبهم الله واتباع مسرته. جوعوا له أنفسهم ليقيها من الجوع يوم الجوع الأكبر، وأظمئوا له أنفسهم لينالوا حلاوة الري من فضله يوم العطش الأكبر، وأهملوا له العيون رجاء أن ينير لهم غدًا في (ظلمة) (٨) القيامة وأهوالها، زكوا أبدانهم


(١) في المطبوع: "الجنة".
(٢) من المطبوع.
(٣) في المطبوع: "إليك".
(٤) في المطبوع: "شوقًا إليَّ وحبًّا لي".
(٥) في المطبوع: "عز وجل فيقول".
(٦) في المطبوع: "وأبيحك".
(٧) في المطبوع: "أقوام".
(٨) في المطبوع: "ظلم".