(١) فقد لجأت إلى تلمس أخبار "المتوسط" في مؤلفات علم الكلام بل وفي كتب الفقه أحياناً. فوجدت -مثلاً- السنوسي في أم البراهين: ٥٤ (ط: أحمد بابي الحلبي: ١٣٠٦) ينقل نصاً طويلًا عن المتوسط" وبالرجوع إلى المتوسط وجدت الكلام المنقول بنصه وفصه، ومطلعه: "واعلموا -علمكم الله- أن هذا العلم المكلف به لا يحصل ضرورة ولا إلهاماً ... " كما وجدت نصوصاً أخرى نقلها الفقهاء والمتكلمون عن "المتوسط" يطول ذكرها، انظر على سبيل المثال: حاشية الحطاب على متن سيدي خليل: ٦/ ٢٨١. (٢) فقد أحال المؤلف -رحمه الله- في المتوسط على جملة من كتبه المعروفة لدينا منها: "المشكلين" لوحة: ٢٠، ٤٢ كما أحال على: "العوض المحمود" لوحة: ١١٨؛ وصرح بذكر مشايخه الذي عرف أنه أخذ عنهم بالمشرق، قال: " ... وفي التعليقة التي درستها على شيخنا أبي بكر الشاشي رحمه الله ببغداد ... ": ١٢٥. إضافة إلى أن طريقة ابن العربي الجدلية مع المخالفين التي عرفناها في كتبه مثل العواصم وغيرها هي عين طريقة هذا الكتاب. كما أنه أشار في فصول هذا الكتاب إلى ما يثبت عنوانه "المتوسط" إذ يقول في ثناياه: " .... وهذا المتوسط كاف: ٢٨ ... فلم نرَ أن نخلي هذا العقد المتوسط منها: ٢٦ ... وهي خارجة عن هذا المتوسط: ٢٩، ... لا يحتملها هذا المتوسط: ١١٦"، وهذه كلها شواهدُ ناطقة على صحة نسب هذه المخطوط إلى ابن العربي. (٣) لوحة: