بالكلَيَّة، وإذا اشتغل كله، خرج عن حبّ الله كله، وإذا اشتغل منه جزء فبذلك القدر يذهب من حب الله.
وقد كانت مريم إذا سلّمت من صلاتها وجدت فطرها، فلما ولدت عيسى وأخذ جزءاً من قلبها قيل لها:{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}[مريم: ٢٥].
ويتسع الكلام ها هنا في التكاثر بذكر الآيات والأخبار والآثار في ذكر الأموال والأولاد والأحباب.
[المسألة الثالثة]
عدل عن قوله:"شغلكم" إلى قوله: {ألْهَكمُ} لأنه أخص به وأكثر ذَمّاً لهم.
[المسألة الرابعة]
إن قيل عن أيِّ شيء ألهاكم؟.
قلنا: عما قال أهل الإشارة.
[المسألة الخامسة]
قوله:{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} يقال: زار الرجل إذا انضاف إليه ونزل به، ومنه قيل للضيوف زور.
ومن غريب الفصاحة أن الزيارة تكون بالقصد، واستعملها ها هنا مع عدم القصد، وذلك لما علم من وجوب حلولها، وأن المصير الآخر إليها، وأن فائدة ما في الدنيا من أمر إنما هو عندها.