للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"قاف" حرف هجاء كما كتبوا قولهم:

قُلْتُ لَهَا: قِفِي، فَقَالَتْ لِي: قَاف (١). كلمة هجاء من ثلاثة أحرف.

فهذا كله يفتح لك أبواباً من التفسير إلى ما لا يحصى من المعارف، ويعطيك قانوناً في مأخذ التأويل.

[ذكر دلالة العلم على الكلام وربط ما بين اللسان والقلب]

إن الله سبحانه لما خلق العبد ناطقاً، وعلم أنه لا بد له من غيره، خلق له الأصوات والحروف ليلقي بها إلى من سواه ما عنده من علم، بعبارة عن كلامه الموافق لعلمه حسبما بيناه من قبل، وخلق له الأصوات والحروف على جهة تستوفي بيان ما عنده، تقطيعها كما سلف، وقسم تقطيعها الدال على النطق ثمانية وعشرين قسماً، منها واحد مركب، والباقي أصول فأوصل العلم بهذا التقطيع، وهو الحروف للبيان إلى من داناه، وعلم الحكيم أنه محتاج الى أن يوصل ما عنده من العلم إلى من نأى عنه، فخلق القلم، وعلم به الِإنسان ما لم يعلم، وشر له معرفة الحروف، ورتب صورها على هيئات تلائم في العدد صفة الحروف في الكلام، فيلقى العلم ما يقتضيه الصوت، ويلقى الصوت ما تضمنه الحروف.


(١) هذا أول رجز للوليد بن عقبة، والشطر الثاني هو: لا تسحبينا قد نسينا الإيجاف، انظر الأصفهاني، الأغاني: ٥/ ١٨١، شرح شواهد الشافية: ٢٧١، وقد ورد غير منسوب في مصادر كثيرة منها: ابن حيان، البحر المحيط: ١/ ٣٥، لسان العرب ١١/ ٢٧٥.

<<  <   >  >>