للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخَاتمَة

على الرغم مما احتله أبو بكر بن العربي من المكانة المرموقة في الفكر الإِسلامي، فإن ما كتب عنه لا يتعدَّى صفحات قليلة ليس فيها غير ترديد لما هو شائع عنه في المصادر القديمة التي تناولت ترجمته، فكان محاولتي -على ما فيها من قصور- محاولة جديدة في الكشف عن شخصيته، وذلك بالاستفادة من أغلب المصادر والمراجع التي تحدثت عنه، مع الاعتماد على ما خلفه من آثار كتابية على أنحاء شتى من العلوم الشرعية.

وقد استطعت في هذا البحث أن أوضح -ولو باختصار شديد- التطور الفكري -العقدي والمذهبي- في الأندلس، فخرجت بنتيجة مهمة وهي أن أهل المغرب الإِسلامي كانوا على طريقة السلف الصالح في الاعتقاد والعمل، ولم تنتشر العقائد الأشعرية وغيرها إلاَّ بعد ظهور عهدي الموحدين حيث فرضها بالقوة على العامة والخاصة، وكذا الحال بالنسبة للتصوف، فإنه لم يظهر بشكله الفلسفي إلاَّ بعد القرن الخامس وإن وجدت ملامح منه فهي عند أفراد قلائل لا يمثلون مجموع الأمة واعتقادها.

كما تتبعت رحلات ابن العربي واستطعت أن أحدد زيارته للأماكن المقدسة بالحجاز، فصححت بذلك آراء بعض الباحثين في هذه المسألة.

كما تناولت في البحث صلاته الشخصية وأثرها في تكوينه الفكري

<<  <   >  >>