ولا تستبعد على القوم أن يضربوا الأمثال في كلامهم لعلمهم بالدرر في البحار وأنواع الثمار، فإن الله مرج البحرين، وخلق من كل شيء زوجين، وخاصة صنف الثمار، فإنه على ثلاثة أقسام:
صنف يؤكل كله، وصنف يؤكل داخله، وصنف يؤكل خارجه.
والذي يؤكل باطنه منه ما له ظاهران:
أحدهما وسط بين الظاهر الأظهر وبين الباطن الأبطن، فأي مانع من أن يقال: إن من العلم ما يكون على ثلاث مراتب بعضها أجلى من بعض، وهي درجات تمثيلًا.
وكذلك البحر فيه منافع وينطوي على جواهر، ولكل شيء من ذلك متعلق بالقدرة، وحظّ من الحكمة.
وضرب الأمثال جائز كما ضربها الله في القرآن، ووكل الملك بضربها أيضاً في المنام.
ونحن نذكر إن شاء الله منها ما يستدل به على الغرض، ويكون عوناً على ما يعن من ذلك ويعرض بفضل الله ورحمته.
[ذكر حكمة الأمثال]
ليس كل أحد يدرك حقيقة الأمثال، ولا ينال رتبة التشاكل والمثال على وجه تصديق الله لهذا المقال، كما أخبر وهو الكبير المتعال حين قال: