للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر القول في تفسير القرآن بالرأي]

قلنا: ليس في الوعيد على ذلك حديث صحيح، لكنه معنى صريح في الملة حتى في الدين.

والرأي مصدر رأيت بقلبي، كما أن الرؤية مصدر رأيت بعيني (١)، ومن رأي القلب ما يكون باطلاً، ومنه ما يكون حقاً.

فأما الحق فكل رأي يكون عن دليل.

وأما الباطل ما كان عن هوى مجرد.

وتحقيق الغرض المطلوب أن للناظر في القرآن مآخذ كثيرة أمهاتها ثلاث:

الأولى: النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الطراز الأول، لكن حذار أن تعَوَّلُوا فيه إلاَّ على ما صَحَّ، ودعوا ما سُوَّدَت فيه الأوراق، فإنه سواد في القلوب والوجوه (٢).


= الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ في كِتَابِ الله عَز وَجَل بِرَأيِهِ فَأصَابَ فَقَدْ أخْطَأ". قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود في العلم رقم: ٣٦٥٢، والنسائي في كتابه فضائل القرآن رقم: ١١١، والطبري في تفسيره رقم: ٨٠ (ط: المعارف). قلت: ومدار هذا الحديث على سهيل بن مهران القُطعي وهو ضعيف، قال أحمد: روى أحاديث منكرة، وقد نقل إسحاق بن منصور عن ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقد وثقه العجلي، انظر ابن حجر: تهذيب التهذيب: ٤/ ٢٦١.
(١) انظر: الأزهري: تهذيب اللغة: ١٥/ ٣١٦ - ٣٢٦، ابن فارس: مقاييس اللغة: ٢/ ٧٢ - ٤٧٣.
(٢) هذه القواعد المنهجية في دراسة العلوم الشرعية كثيراً ما يردّدها ابن العربي في كتبه، إذ يقول في الأحكام: ٥٨٣، "وقد ألقيت إليكم وصيتي في كل وقت ومجلس، ألاَّ تشتغلوا من الأحاديث بما لا يصح سنده" ويقول في سراج المريدين: ١٢٧/ ب " ... فلا تلتفتوا إليها (أي إلى الأحاديث الضعيفة والموضوعة) فإن مثل من يطلب العلم بالحديث الضعيف والباطل، كمن =

<<  <   >  >>