للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

تلاميذه

مدخل:

لقد علمنا فيما مضى مكانة ابن العربي العلمية، ولكن حقيقته لا تبدو واضحة، وصورته لا تكون جلية إلاَّ إذا وقفنا على آثاره في تلاميذه، فإن التلميذ أثر من آثار أستاذه، وثمرة من ثماره، يشيع بها ذكره ويعرف قدره وينشر علمه، وإن كبار الأئمة السابقين والعلماء المتقدمين ما كنا نعرف عنهم شيئاً لولا الله سبحانه ثم تلامذتهم الذين نشروا في المشرق والمغرب علمهم، وحملوا للناس في شتى البقاع آثارهم.

ولقد كان الِإمام ابن العربي محظوظاً من جهة تلاميذه فقد كان مجلسه عامراً بطلبة العلم من أفاضل عصره، فلا غرو أن تخرّج بة جم غفير من العلماء، وقد برعوا في شتى الفنون، فكان منهم الفقيه البارع، والمحدث الحافظ، والمؤرخ الحاذق، وغيرهم على اختلاف تخصصاتهم، وقد أسهم هؤلاء إسهاماً فعالًا في نشر مؤلفاته، فتناولوها بالنسخ والتعليق والتذييل.

<<  <   >  >>