للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع

وَفَاته

توفي رحمه الله في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمئة (١)، منصرفه من مراكش بعد أداء البيعة لعبد المؤمن بن علي (٢)، وذلك في


(١) لا أعلم خلافاً في وفاته سنة: ٥٤٣، اللهم إلاَّ ما نقله الذهبي عن تاريخ ابن النجار من أنه توفي سنة: ٥٤٦. تذكرة الحفاظ: ١٢٩٧، وإلى هذا الرأي ذهب صديق خان القنوجي في كتابه: "الحطة في ذكر الصحاح الستة": ٢٤٢، وهو وهم منهما يخالف الصحيح المتواتر. كما أن ابن كثير في البداية والنهاية: ١٢/ ٢٢٨، والذهبي في العبر: ٤/ ١٢٥، والأتابكي في النجوم الزاهرة: ٥/ ٣٠٢، وابن عماد في شذرات الذهب: ٤/ ١٤١، وسركيس في معجم المطبوعات العربية والمعربة: ١/ ١٧٤، هؤلاء جميعاً جعلوه ضمن وفيات: ٥٤٦، وهو سبق قلم منهم لا غير، لأن المصادر التي اعتمدوها في تراجمهم كلها تصرح بأن وفاته كانت سنة ٥٤٣ ومنها الغنية للقاضي عياض: ٦٨ "ط: دار المغرب الإِسلامي" والصلة لابن بشكوال: ٢/ ٥٩١ (ط: تراثنا). كما ذكر بعض شراح الشفا للقاض عياض بأن وفاته كانت سنة ٥٤٢ وهو غير صحيح: المراكشي: الإعلام: ٣/ ١٠٠.
(٢) ذهب النباهي في "المرقبة العليا": ١٠٦، إلى أن الإِمام ابن العربي سُمّ. وإلى هذا الرأي ذهب ابن غازي في "الروض الهتون"١٠. وأصابع الاتهام تتجه بطبيعة الحال إلى المُوحدِين الذين يعرفون عنه تحمسه الشديد للدعوة المرابطية، ودعوته لها في المشرق والمغرب.
كما أن المراكشي ذهب في كتابه "الإعلام": ٣/ ١٠٠ إلى أن سبب وفاته هو أن بعض رفقائه ممن أظهر أنه يريد القراءة عليه أطعمه سماً في تمرة، فيقال إن ابن العربي بعد أن أكلها قال =

<<  <   >  >>