للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" ... الإِمام العلامة الحافظ ... أدخل إلى الأندلس علماً شريفاً وإسناداً منيفاً، وكان متبحّراً في العلم، ثاقب الذهن، عذب العبارة، موطأ الأكناف، كريم الشمائل، كثير الأموال ... " (١).

قلت:

وهذه كلها شهادات من علماء فحول (٢)، تقرّ له بالمجد الزكي والعرق الطيب والمنشأ المحمود، قيدوها في كتبهم حتى يكون اعترافهم بها أرسى وأثبت، ونكولهم عنها أبعد وأصعب.

[٩ - وفد إشبيلية برئاسة ابن العربي إلى مراكش]

قدر الله سبحانه وتعالى لابن العربي أن يرى سقوط دولة آل عباد على يد يوسف تاشفين في أول شبابه، وشاء الله له أن يشهد إنهيار صرح الدولة المرابطية على يد الموحدين في أخريات حياته، وعندما أخذت وفود الأندلس تتهيأ لتقديم البيعة إلى الدولة الجديدة، بادر وفد إشبيلية إلى تقديم الولاء والطاعة، تحت رئاسة عالمها الأكبر أبي بكر بن العربي، فحضر إلى مراكش في حدود ذي القعدة عام: ٥٤١ (٣)، ويتكون الوفد من علماء وأعيان وفضلاء إشبيلية وهم:

١ - أبو بكر بن العربي.

٢ - الخطيب أبو عمر بن الحجاج (٤).

٣ - أبو بكر بن الجد (٥).


(١) الذهبي: تذكرة الحفاظ: ١٢٩٤ وانظر تاريخ الإِسلام له كذلك: الورقة ٣٠١/ ب-٣٠٢/ أ (مخطوط آيا صوفيا).
(٢) اكتفيت بهذه النماذج من شهادات العلماء خوفاً من الإطالة، وحباً للاختصار، وإلاّ فإن كتب التراجم طافحة بمدحه وذكر أمجاده.
(٣) الأنيس المطرب لابن أبي زرع الفاسي: ١٩٠.
(٤) هو أبو عمر محمد بن عمرو بن حجاج اللخمي: من أهل إشبيلية، وليَ الخطبة بها، التكملة: ٢٥١، رقم ٨٠٩ (ط: مجريط).
(٥) انظر ترجمته في معجم تلاميذ ابن العربي في هذا البحث تحت رقم: ٨٥.

<<  <   >  >>