غير هذه الرسالة إن شاء الله، وسأقتصر في هذا المبحث على تعداد النسخ التي وقفت عليها مع التطرق لمنهجه في هذا التفسير باختصار شديد.
وقفت على الجزء الأول بمكتبة دعي الأسكوريال ( El-Escorial) تحت رقم: ١٢٦٤ - بخط مغربي يميل إلى الأندلسي. ما بين ٣٠ و ٤٤ سطراً، ١٠٣ ورقة، ينتهي عند شرح الآية رقم: ٢٤٨ من سورة البقرة.
أما السفر الآخر فقد وقفت عليه بمكتبة القرويين بمدينة فاس بالمغرب، تحت رقم: ٩٢٦ تفسير، بخط مغربي قديم، ١٧٩ ورقة، ٢٥ سطراً، يبتدىء عند شرح الآية رقم: ٤ من سورة المائدة، وينتهي عند شرح الآية رقم: ٢٧ من سورة الأعراف، وكتب الناسخ على وجه الورقة الأولى عبارة:"الجزء الرابع من واضح السبيل إلى معرفة قانون التأويل بفوائد التنزيل".
وبدار الكتب بالقاهرة وقفت على جزئين من هذا التفسير، الأول تحت رقم: ١٨٤ - تفسير. كتب سنة ٧٦٨، ويبتدىء من الآية رقم: ١٠٧ من سورة المائدة، وينتهي عند الربع الأخير من سورة الأعراف، وخطه مغربي غير مفهوم وبه محو وبياض كثير. أما السفر الثاني فهو تحت رقم: ١٨٤ - تفسير، ويبتدىء من أول سورة الحجر إلى آخر سورة الحج، وكتب سنة ٧٦٧.
وبعد اطلاعي على هذه النسخ ودراسة محتواها، تبين لي أن هذا التفسير هو آخر مؤلفات ابن العربي تحريراً، فقد كتبه في آخر عمره عندما أصبح يميل إلى أمور الزهد والآخرة، وشرع في إملائه -على طريقته المفضلة في التأليف- على أمل مراجعته وتنقيحه عند اكتماله، ولكن المنية أدركته قبل أن يحقق رجاءه ويتمم مراده. وإلى هذا أشار ابن جُزَي الأندلسي في تفسيره (١) حيث قال: " ... وأما ابن العربي فصنف كتاب "أنوار الفجر"
(١) ابن جُزَي: التسهيل لعلوم التنزيل: ١/ ١٠ - (ط: ١ سنة ١٣٥٥).