للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجواهر منظومة في سلك الأبداد (١)، قاضية لك بالانفراد في العلم والاستبداد، وبالغة من البيان إلى غاية المراد، لكنا نغبر في وجه الاعتراض عليك، ونلقي بمقاليد القول إليك ..

فأما وقد كان من بيانك ما كان، وبان للخلق منه ما بان، فلا يسعك والحالة هذه إلاَّ أن تقوم بهذا الحقّ المتعيّن عَلَيْكَ، أو تخرج عن ذلك بعذر يُقْبِلُ وجه القبول إليك (٢):

فقلت: معاشر المريدين، أبلعوني ريقي، تعرفوا تحقيقي، وخذوا خاتمة كلامي يتبين لكم الفصل بين مرامكم ومرامي، واجمعوا ساعة على إسعادي، فربما ساعدتموني بَعْدُ على مرادي.

إنَّ الله سبحانه -له الحمد وله الشكر، وبيده الخير والشر (٣)، ومنه


(١) جمع بدّ وهو المثل.
(٢) هكذا الوارد في الأصول والعبارة قلقة.
(٣) أفادني شيخي الدكتور سليمان دنيا -حفظه الله- بالتعليق التالي: هذا التعبير غريب؛ لأن الوارد هو ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " ... والخير كله في يدك، والشر ليس إليك ... ".
قلت: وقد نَبَّهَ الشاطبي في الموافقات: ٢/ ١٠٥ على هذا المعنى فقال: ... (ينبغي) الأدب في ترك التنصيص على نسبة الشَرِّ إلى الله تعالى، وإن كان هو الخالق لكُل شيء، كما قال بعد قوله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ .... إلي قوله ....... بِيَدِكَ الْخَيْرُ} [آل =

<<  <   >  >>