للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبري، وكتاب ابن فُوْرَك (١) وهو أقلها حجماً وأكثرها علماً وأبدعها تحقيقاً، وهو ملامح من كتاب "المُخْتَزن" الذي جمعه في التفسير الشيخ أبو الحسن في خمسمائة مجلد (٢)، وكتاب النَّقَّاش (٣) وفيه حشو كثير، ومن كتب المخالفين كثيراً، ومن المسانيد جمّاً غفيراً، وأكثر ما قرأت للمخالفين كتاب عبد الجبار الهَمَدَاني الذي سماه بـ "المحيط" (٤) مئة مجلد، وكتاب الرُّمَّانِي (٥) عشر مجلدات، وفاوضت فيه علماء المؤالفين والمخالفين وأهل


(١) هو الإِمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فُوْرَك الأنْصَاري الأصبهاني (ت: ٤٠٦) المتكلم المشهور على مذهب الأشعرية، وتفسيره للقرآن لم يصل إلينا كاملاً، وفي مكتبة الوالد -حفظه الله- مصورة لجزء من تفسيره عن مكتبة فيض الله أفندي بتركيا.
(٢) هذا التفسير هو لأبي الحسن الأشعري (ت: ٣٢٤) مؤسس المذهب الأشعري، ويُسمَّى هذا التفسير "بالمُخْتَزن في تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان" وذكر ابن العربي في العواصم: ٩٧ - ٩٨ "أن الصاحب ابن عباد انتدب له فبذل فيه عشرة آلاف دينار للخازن في دار الخلافة، فألقى النار في الخزانة التي تضم هذا التفسير فاحترق، وكانت تلك نسخة واحدة لم يكن غيرها ففقدت من أيدي الناس".
(٣) المسمى "شفاء الصدور المهذب في تفسير القرآن" والنقاش هو أبو بكر محمد بن الحسن النقاش (ت: ٣٥١) وتوجد منه عدة نسخ محفوظة في مختلف مكتبات العالم منها: نسخة بدار الكتب بالقاهرة: ١٤٥ تفسير، قال عنه ابن العربي: "إنه حاطب ليل لجهله بالحديث" قانون الأسكريال: ٤١/أ.
(٤) لم يصل إلينا هذا الكتاب بقلم عبد الجَبَّار، وإنما وصل إلينا بتهذيب تلميذه الحسن بن مَتَّوَيه (عاش في القرن: ٥) بعنوان "المجمع المحيط بالتكليف" ويوجد مخطوطاً بمكتبة برلين بألمانيا الغربية تحت رقم: ٥١٤٩، وهناك نسخ أخرى، وقام بنشره في مصر: ١٩٦٥ الأستاذ عمر السيد عزمي، كما نشر المستشرق "هوبن" الجزء الأول منه ببيروت: ١٩٦٥. والقاضي عبد الجبار هو أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الهَمَذاني (ت: ٤١٥) قاضي القضاة وآخر المعتزلة النابهين المكثرين في التأليف، وكان شافعي المذهب. تاريخ الخطيب: ١/ ١١٣، طبقات المعتزلة لابن المرتضى: ١١٢ (ط: سوزانا فلزر: بيروت).
(٥) هو أبو الحسن علي بن عيسى الرُّمَّانِي، المتكلم على طريقة المعتزلة كان محباً للعلم، واسع الاطلاع، متقناً للأدب وعلوم اللغة والنحو لذلك لقب بالنحوي المتكلم، ويبدو أنه تأثر بالمنطق والفلسفة، ولذا نرى ابن العربي يحذر من كتبه، توفي سنة ٣٨٦، وكتابه المشار إليه هو "التفسرٍ الكبير" أو "الجامع في علوم القرآن" انظر عنه بروكلمان: تاريخ الأدب: ١/ ١٧٥.

<<  <   >  >>