للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على وجود ربها، وصفاته، وحكمته في أحكامه، وذلك على ثلاثة أقسام لثلاثة أحوال: أمّارة بالسوء ولوّامة، ومطمئنة.

فالأمّارة بالسوء (١) هي التي لا يلوح لها طمع إلاَّ تعرضت له، ولا تبدو لها شهوة إلاَّ اقتضتها، لم تسلك سبيل الرشاد، ولا استضاءت بنور السداد، ولا أحكمتها الرياضة، فهي تهيم من البطالة في كل واد، وذلك الذي يُعبّر عنه بالهوى.

وأما اللوّامة: فإن الله كتب على ابن آدم حظه من المعصية، وأدرك ما قدره الله تعالى لا محالة، وخلق له الشهوة تقتضيها المعصية، وخلق له العقل يقتضيه الكف عنها، وخلق المَلَكَ معيناً للعقل، وخلق الشيطان معيناً للشهوة، ولكل واحد منهما إليه لمة، والقدر فوق ذلك كله فإن كف عن المعصية بسابق الفضل له بالعصمة فبها ونعمت، وإن وقع فيها بنافذ القدر، وأدركته رحمة، فأعقب ذلك ندامة على ما فعل، وملامة لنفسه فتلك حالة محمودة ولها -إن شاء الله- عاقبة جميلة لخلوص التربة، وهي حالة أكثر الخلق.


= وللآدمي ثلاث حالات أخبر الله سبحانه عنها بثلاثة أخبار:
أحدها: أن تكون المعصية شأنه كله. الثانية: أن يكون مطيعاً من وجه وفي حال، عاصياً من وجه وفي حال. الثالثة: أن يكون مطيعاً في كل حال، أو في أكثر الأحوال، بحيث يغلب خيره شره، فالنفس الأولى هي الأمارة بالسوء، والنفس الثانية هي اللوامة، والثالثة هي المطمئنة".
السراج ٧٦/ أ. وقال في موضع آخر ٧٥/ أ: "وللنفس ثلاثة أعوان: إبليس، والدنيا، والهوى، وليس لها إلاَّ ناصر واحد وهو العقل، والكل من حزب الشيطان والعقل من حزب الرحمن، والقضاء يسيطر على الكل يفصل بين تنازعهم ويمضي كل أحد إلى ما كتب له".
(١) انظر: التعريفات: ١٣٧، كشاف اصطلاحات الفنون: ٦/ ١٤٠٢ (ط: خياط).

<<  <   >  >>