والنكتة العظمى والفائدة الكبرى في ذكره لهذا القسم الخامس بإدخال حرف "لا" فيه أن يكون مساق قسمه فيه بنفسه مساق قسمه بمخلوقاته، لئلا يظن مقصر أنها زائدة، وذكر القول في تلك الأقسام على تقدير محذوف كما تقدم، فإن هذا كله ممتع في قوله {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} وهو شاف كاف لكل متكلف رمى بالقول في تلك الآيات من حيث لم يعلم، فافهموه ترشدوا، وَتَيَقَّنُوا أنها ليست بنفي، ولا برادّة لكلام متقدم، فقد رده قوله:{كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ}[المعارج: ٣٩].
ثم وقال:{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}.
= ١١، وانظر: البخاري في الإيمان ١/ ٩٧، ومالك في قصر الصلاة في السفر: ١/ ١٧٥، وأبو داود في الصلاة، رقم: ٣٩١، والنسائي في الصيام: ٤/ ١٢١.