ثم تنتقل إلى الحساب، فتتمرّن فيه حتى ترى القوانين، فإنه علم عظيم، له خلفت السموات والأرض، وقد نبّه الله سبحانه على حكمة الأرض والسموات من المعاملات إلى منتهى الحركات.
ثم انتقل إلى درس القرآن فإنه يتيسّر لك بهذه المقدمات، ويا غفلة بلادنا في أن تأخذ الطفل بكتاب الله في أول أمره، فيقرأ ما لا يفهم، وينصب في أَمرٍ غيره حينئذ عنده أهم، ولا يبسط هذا المطلوب العظيم بساطه ويعد له نشاطه.
ثم تنظر في أصول الدين، ولا أقل مما تضمّنه كتاب "المتوسط" ويطلع على شيء من أصول الفقه "المحصول" أو "نكته" إن استطاله.
ثم تنظر في علم الجدل وهو في "المحصول" ولا تضيِّعه فإنه العلم الذي بدأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع العرب عشرة أعوام.
ثم تروي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تشتغل بغير الصحيح، فيذهب عمرك ودينك ضياعاً، إلاَّ أن تحكم ذلك كلّه، فلا بدّ من الاطلاع على مهمات علوم الحديث ومنها معرفة السقيم من الصحيح (١).
ثم تتعلم تركيب الجميع على آي القرآن، كما رتبناه لك في
(١) يقول المؤلف -رحمه الله- في سراج المريدين: ٢٣٩/ أ " ... والله كرم هذه الأمة بالإسناد لم يعطه غيرها، فاحذروا أن تسلكوا مسلك اليهود والنصارى، فَتُحَدِّثوا بغير إسناد، فتكونوا سالبين لنعمة الله عن أنفسكم، مطرقين للتهمة إليكم، وحافظين لمنزلتكم ومشركين مع قوم لعنهم الله وغضب عليهم، وراكبين لسنتهم .. ".