ومن أسباب ترجيح أن هذا اللفظ - بذكر الشاهد - ليس من حديث هشام، أن الرواة عن هشام وعددهم أحد عشر راوياً، لم يذكره منهم إلا اثنان، وسيأتي الحكم على روايتهم، ومما يستأنس لذلك أن ابن عبد البر في «التمهيد»(١٤/ ٣١٢) ذكر أن ابن إسحاق روى الحديث بمثل رواية ابن عيينة، أي أن السائل لهم هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وليس في رواية ابن إسحاق المثبت إسنادها. فدَلَّ على أن اللفظ في الإسناد المدروس لفظُ عمر بن عبد الله بن عروة، والله أعلم.
الطريق الثاني: سفيان بن عيينة، عن هشام، به.
وهذا شاذ؛ لأنه جعل الداخل على الثلاثة، والسائل لهم، هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد خالف في ذلك سائرَ الرواة عن هشام بن عروة.
الطريق الثالث: حفص بن عمر أبو عمر الدوري، عن عباد بن عباد، عن هشام، به.
سبق في التخريج أن حفص بن عمر لا بأس به، لكن خالفه خلف بن الوليد - وهو ثقة - فلم يذكر الشاهد، ولم يذكر عامراً.
وسبق ترجيح رواية خلف بن الوليد على رواية أبي عمر الدوري.
الطريق الرابع: محمد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة.
وهذا إسناده ثقات، عدا شيخ المؤلف «الخطابي»، وهو الحسن بن عبد الرحيم، فلم أجد له ترجمة.
[الحكم على الحديث]
الحديث حسن - إن شاء الله - من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة وعمر بن عبد الله
ابن عروة، عن عروة، عن عائشة.
خاصة وأن ابن إسحاق له تقدمٌ وإمامةٌ في المغازي والسِّيَر، والله تعالى أعلم.