للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦٩ - قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٦٧٦]: وَفِيْهِ (١) أَيْضَاً، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (٢) - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِعَجِيْبٍ (٣) يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: بَيْنَا أَنَا بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، لَقِيْتُ (٤) عِصَابَتَيْنِ قَدْ الْتَقَتَا، ثُمَّ افْتَرَقَتَا. قَالَ: فَجِئْتُ مُعْتَرَكَهُمَا، فِإِذَا مِنَ الحَيَّاتِ شَيءٌ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَإِذَا رِيْحُ المِسْكِ أَجِدُهُ مِنْ حَيَّةٍ مِنْهَا صَفْرَاءَ دَقَيْقَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّ تِلْكَ الرَّائِحَةِ لِخَيرٍ فِيْهَا، فَأَخَذْتُهَا، وَلَفَفْتُهَا فِي عِمَامَتِي، ثُمَّ دَفَنْتُهَا. فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي، إِذْ أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي: هَدَاكَ اللهُ، إِنَّ هَذِيْن ِحَيَّانِ مِنَ الجِنِّ، كَانَ بَيْنَهُمَا قِتَالٌ، فَاسْتَشَهَدَتِ الحَيَّةُ الَّتِيْ دَفَنْتَهَا، وَهُوَ مِنْ الَّذِيْنَ اسْتَمَعُوْا الوَحْيَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

[إسناد الحديث ومتنه]

قال ابن أبي الدنيا - رحمه الله -: حدثني الحسن بن جمهور، قال: حدثني ابن أبي إلياس، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عَمِّه، عن معاذ بن عبيد الله بن معمر، قال: كنتُ جالساً عند عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فجاءه رجلٌ، فقال: ألا أخبركَ يا أمير المؤمنين عجباً؟! بينا أنا بفلاةِ كذا وكذا، إذا إعصاران قد أقبلا، أحدهما من ههنا، والآخر من ههنا، فالتقيا فتعاركا، ثم

تفرقا، وإذا أحدهما أكبرُ مِنَ الآخر، فجئتُ معتركهما، فإذا من الحيات شيءٌ ما رأتَ عيناي مثلَه


(١) أي كتاب «خَيرِ البِشَر بخير البَشَر» لابن ظَفَر الصِّقِلِّي (ص٢٠٤).
(٢) كذا في «حياة الحيوان» و «خير البِشَر»، وفي «العظمة» لأبي الشيخ: (معاذ بن عبد الله بن معمر) وصوَّب محقِّقُه - رضا المباركفوري - أنه: ابن عبيد الله. وهو كذلك كما في «الهواتف» و «دلائل النبوة» فيما نقله ابن كثير في «تفسيره» (١٤/ ٥١).
(٣) في كتاب «خير البِشَر .. »: أحدثك بعجب.
(٤) في كتاب «خير البِشَر .. »: رأيت عصابتين.

<<  <   >  >>