للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦٥ - قال المصنف - رحمه الله تعالى -[١/ ٦٧٣ - ٦٧٤]:عَنْ حَجَّاجِ بنِ عِلاطٍ السُّلَمي: (أنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ فِي رَكْبٍ، فَأَجَنَّهُمُ الليْلُ بِوَادٍ مُخِيفٍ مُوْحِشٍ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُ الرَّكْبِ: قُمْ فَخُذْ لِنَفْسِكَ أَمَانَاً وَلِأصْحَابِكَ، فَجَعَلَ يَطُوْفُ بِالرَّكْبِ، وَيَقُوْلُ:

أُعِيْذُ نَفْسِي وَأُعِيْذُ صَحْبِي ... مِن كُلِّ جِنِّي بِهَذَا النَّقْبِ

حَتَّى أَعُوْدَ سَالِمَاً وَرَكْبِي

فَسَمِعَ قَائِلاً يَقُوْلُ: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الآية (١) فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَخْبَرَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ بِمَا سَمِعَ، فَقَالُوْا: صَبَأَتَ يَا أَبَا كِلَابٍ، إِنَّ هَذَا الَّذِي قُلْتَهُ، يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ وَسَمِعَهُ هَؤلَاءِ مَعِيْ) (٢).

[إسناد الحديث ومتنه]

قال ابن أبي الدنيا - رحمه الله -: حدثني أبو محمد الحسن بن علي، قال: حدثنا أبو بكر ابن زبريق، قال: حدثنا أيوب بن سويد، قال: حدثني يحيى بن زيد الباهلي، عن عمر بن عبد الله الليثي، عن واثلة بن الأسقع، قال: كان إسلام الحجاج بن علاط الهزار ثم السلمي، أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة، فلما جنَّ عليهم الليلُ في وادٍ مخوفٍ مُوحشٍ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب، قم فخذ لنفسك وأصحابك أمانا. فقام الحجاج فجعل يطوف حولهم ويكلؤهم، ويقول:

أعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... من كل جن بهذا النقب

حتى أؤوب سالما وركبي

قال: فسمعت صوتاً قائلاً يقول: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ


(١) سورة الرحمن (آية ٣٣).
(٢) النص من «الروض الأنف» للسهيلي (١/ ٣٥٧).

<<  <   >  >>