للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} إشارة إلى قرار ملك مصر، الصادر بجعل يوسف من حاشيته وخاصته، وأهل مشورته ووزارته، تقديرا لمواهبه، وانتفاعا بملكاته.

وقوله تعالى: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} إشارة إلى ما قاله الملك ليوسف عند تنصيبه له، وتعريفه إياه بأنه قد أصبح يتمتع لدى ملكه بسلطة ونفوذ، فهو {مَكِينٌ} أي متمكن وذو سلطان، وهو في نفس الوقت {أَمِينٌ} أي مؤتمن على شؤون الدولة، التي أصبح من كبار رجالها، وصفة (الأمانة) صفة أساسية في كل من يراد الانتفاع بمشورتهم ونصيحتهم، إذ " المستشار مؤتمن ".

وقوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} هذا ليس طلبا من يوسف للولاية من أصلها، فقد ولاه الملك بمجرد ما دعاه إليه وقال: {ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي}، وإنما هو تنبيه من يوسف للملك إلى نوع العمل الخاص الذي يرى نفسه أهلا للقيام به، بعد تكليفه من طرف الملك تكليفا عاما، فقد كان يوسف يعلم أن مصر مقبلة على أيام شدة وأيام رخاء، كما فهمه من رؤيا الملك التي عبرها له أحسن تعبير، وكان يحس من أعماق نفسه أنه إذا وضعت خزائن مصر تحت إشرافه المباشر تصرف في غلاتها التصرف الأحوط والأرشد والأصلح لعموم الناس، واستعد الاستعداد اللازم للطوارئ المنتظرة في السنوات المقبلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>