للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثل هذا السياق في عدة آيات كريمة.

وقوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} أي يستعجلون النقمة بدلا من النعمة، والغاشية بدلا من العافية، وذلك على سبيل التحدي للرسول والاستخفاف بعذاب الله. و " المثلات " جمع مثلة بفتح الميم وضم الثاء، وهي العقوبة العظيمة من الله، التي تماثل الذنب وتجعل من نزلت به مضرب الأمثال بين الناس.

وقوله تعالى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} عقب قوله {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} يشبهه قوله تعالى في آية أخرى {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٧٢]. قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: " يقول الله تعالى أنت يا محمد منذر، وأنا هادي كل قوم "، فالمعنى إذن إنما عليك الإنذار، والله هو الهادي لمن يشاء إذا شاء. قال أبو القاسم ابن جزي في تفسيره: " وقد يكون المعنى: إنما أنت نبي منذر، ولكل قوم هاد من الأنبياء ينذرهم، فليس أمرك ببدع ولا مستنكر ". وهذا المعنى يشبهه قوله تعالى في آية أخرى {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: ٢٤].

وانتقل كتاب الله إلى الحديث عما انفرد به الحق سبحانه وتعالى من علم الغيب والإطلاع على " سر السر "، بحيث لا تخفى عليه خافية، ومن ذلك خفايا الأرحام وما تنطوي عليه عند الإنسان وغيره من الحيوان، فقال تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} فالله

<<  <  ج: ص:  >  >>