واحتقار الناس لهم ولمن سلك مسلكهم عبر الأجيال والقرون.
وبمناسبة ذكر قصة لوط وقومه أشار كتاب الله إلى جنوده من الملائكة الذين أرسلهم إلى قوم لوط وعرجوا في طريقهم على إبراهيم الخليل، واستضافوه فأكرم ضيافتهم، وبشروه بغلام عليم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا:{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} أي قال إبراهيم إنا منكم خائفون {قَالُوا لَا تَوْجَلْ} أي لا تخف: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} وهذا الغلام هو إسحاق الذي ولد لإبراهيم بعد أخيه إسماعيل {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} أي أبشرتموني بالولد، مع أنني قد كبر سني {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ} أي باليقين الثابت {فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}، وهذا دليل على تحريم القنوط من رحمة الله {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} أي ما شأنكم وبأي شيء جئتم {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} والمراد هنا قوم لوط، وصفوا بالإجرام، لإقبالهم على الشذوذ الجنسي الذي هو من أكبر الآثام:{إِلَّا آلَ لُوطٍ} أي فإنهم مستثنون من القوم المجرمين، وقد استثنى الله من آل لوط أنفسهم امرأته التي بقيت على ملة قومها {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} أي أن الله تعهد بنجاة آل لوط، ما عدا امرأته فإنها من الهالكين {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي قال لهم لوط إنني أجهلكم ولا أعرفكم {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ