يَمْتَرُونَ} أي جئنا لإخبارك بعذاب قومك، ذلك العذاب الذي أنذرتهم به وكانوا يشكون في وقوعه، ويستهزئون بك من أجله {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} أي اخرج يا لوط من هذه الأرض الظالم أهلها برفقة أهلك، بعد مضي جزء من الليل {وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} أي اجعل أهلك أمامك وسر خلفهم من ورائهم {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} أي إذا سمعتم وقع الصيحة بالقوم المجرمين فلا تلتفتوا إليهم، واتركوهم فيما حل بهم من العذاب - {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} أي واصلوا السير إلى المكان الذي أمركم الله أن تسيروا إليه، ويفهم من هذه الآية أنه كان معهم من يدلهم على مقرهم الجديد {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} أي إن الله قضى أن يقطع دابر قوم لوط عند الصباح {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}[هود: ٨١].
{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} أي جاء قوم لوط المتساكنون بمدينتهم، مظهرين الفرح بضيوف لوط ناوين بهم سوءا، دون أن يعرفوا أن هؤلاء الضيوف إنما هم في الحقيقة جنود الله وملائكته الموكلون بعذابهم على فاحشتهم الكبرى، لكن الله أراد أن يقيم الحجة عليهم وهم شبه متلبسين بالجريمة، لأنهم عزموا عليها، فبادرهم نبيهم لوط:{قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} أي أما نهيناك أن تضيف أحدا عندك، وذلك حتى يتمكنوا من ضيوفهم ويعتدوا على كرامتهم {قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ