للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما قالوه، إلى آخر السلسلة الطويلة من البهتان وقول الزور، الذي حمل كل واحد منهم وزره، فلم يلبثوا أن أخذهم الله أخذا وبيلا.

وقوله تعالى {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} عقب قوله تعالى هنا: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} تنبيه إلى أن أمر الله لرسوله بخفض جناحه للمؤمنين لا يعني إخراجهم من عهدة النذارة الملازمة لهم إلى يوم الدين، فهو نذير لهم وللناس أجمعين.

وقوله تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} عقب قوله {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} نظير قوله تعالى في آية أخرى: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: ١٣] وهو إشارة إلى أن القول في النذارة للمؤمنين كالقول فيها لغيرهم من " المقتسمين "، فنذارة الرسول عليه السلام شاملة وعامة للجميع على السواء، دون تمييز ولا استثناء.

وقوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قسم من الله بذاته وربوبيته، مضاف إلى رسوله على جهة التشريف والتكريم، والضمير في " لنسألنهم " يعود على الجميع من كافر ومؤمن، فالسؤال عن العمل عام للخلق دون فرق، يسألون لماذا عملتم كذا ولم تعملوا كذا؟ على وجه الحساب، للثواب والعقاب، ولا يسألون هل عملتم كذا وكذا؟ لأن الله تعالى أعلم منهم بذلك، وهذا السؤال على وجه الاستفهام المحض هو المنفى في قوله تعالى في سورة الرحمان: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الآية: ٣٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>