وقوله تعالى في نهاية هذه الآية:{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} إشارة إلى ما تبرزه القدرة الإلهية جيلا بعد جيل، من وسائل جديدة للنقل أو المواصلات، وأصناف جديدة من الأغذية والمأكولات، وما وراء ذلك مما لا يحيط بعلمه إلا بديع الأرض والسماوات.
قال القاضي أبو بكر (ابن العربي) عند تفسيره قوله تعالى هنا: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ}: " في هذا دليل على لباس الصوف، فهو أول ذلك وأولاه، فإنه شعار المتقين، ولباس الصالحين، وشارة الصحابة والتابعين، واختيار الزهاد والعارفين، وهو يلبس لينا وخشنا، وجيدا ومقاربا ورديئا، واليه نسب جماعة من الناس (الصوفية)، لأنه لباسهم في الغالب، فالياء للنسب والهاء للتأنيث ".
وقال (ابن العربي) عند تفسير قوله تعالى هنا: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ}: " والجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة، ويكون في الأفعال.
" فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر، فيلقيه إلى القلب متلائما، فتتعلق به النفس، من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحد من البشر.
" وأما جمال الأخلاق فبكونها على الصفات المحمودة، من العلم والحكمة، والعدل والعفة، وكظم الغيظ، وإرادة الخير لكل واحد.