أصحاب الحقوق بإعطاء كل ذي حق حقه دون تحيز ولا هوى. ومن مشمولات العدل: العدل بين الإنسان وربه، بإيثار حق الله على حظ نفسه، والعدل بين الإنسان ونفسه، بمنعها عن كل ما فيه ضررها وهلاكها، وبمنحها كل ما فيه نفعها وصلاحها، والعدل بين الإنسان وأخيه من بقية الناس، بإنصافهم من نفسه، وعدم الإساءة إليهم بقول أو فعل، لا في السر ولا في العلن.
و" الإحسان " في هذا المقام، هو التفضل والإنعام، وحسن المعاملة بين الأنام، ومن مشمولاته: صلة الرحم، المعبر عنها هنا:(بإيتاء ذي القربى)، قال أبو بكر (ابن العربي): " وإنما خص ذوي القربى، لأن حقوقهم أوكد، وصلتهم أوجب، لتأكيد حق الرحم، التي اشتق الله اسمها من اسمه، وجعل صلتها من صلته ".
ثم قال تعالى:{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}. و " الفحشاء ": كل قبيح من قول أو فعل أو خلق أو اعتقاد، ومن ذلك أن العرب تسمي البخيل " فاحشا ". و " المنكر ": ما أنكره الشرع بالنهي عنه، وما تستنكره فطرة الإنسان وتأباه، من تصرفات ومعتقدات، و " البغي ": هو تجاوز الحد، والتطاول على الغير بالظلم والتعدي.
وقوله تعالى:{يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، تنبيه إلى أن الحكمة المتوخاة من أوامر الله ونواهيه، هي إرشادنا إلى وجوه الخير حتى نمارسها، لصالح أنفسنا وصالح الناس، وتحذيرنا من ضروب الشر حتى نتجنبها، وقاية لأنفسنا وللناس. قال عبد الله بن