للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي عبد الجبار في كتابه " تنزيه القرآن عن المطاعن ": (ربما قيل: كيف يصح قطع هذه المسافة في هذه الأوقات القصيرة؟ وجوابنا أن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، كما جعل الله تعالى معجزة سليمان " الريح " بقوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} [سبأ: ١٢]. وقد وردت في شأن الإسراء والمعراج عدة أحاديث، تشتمل على تفاصيل دقيقة لم يتعرض لها كتاب الله، ومن أحسن من جمعها بطرقها المتعددة على اختلاف درجاتها الحافظ ابن كثير، وبعدما أورد نصوصها في عشرين صفحة من تفسيره الشهير، أتى بخلاصة وافية نقتطف منها العناصر الأساسية في الموضوع. وفيما يلي خلاصة الخلاصة لما قاله ابن كثير. قال رحمه الله: " وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحصل مضمون ما اتفقت عليه، وأنه وقع مرة واحدة، والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، فلما انتهى إلى المسجد الأقصى دخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج، وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعمور، والجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>